قال الله تعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن
يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، وقال تعالى: ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ [البقرة: 165] .
****
الشرك
لا يغفر أبدًا إلاَّ بالتوبة، أما من مات وهو مشرك، فلا طمع له في مغفرة الله، أما
من مات، وهو موحِّد، فله طمع في مغفرة الله، وإن كان عنده ذنوب كبائر، فله طمع؛ إن
شاء الله غفر له، ولم يعذبه، وإن شاء عذبه، وأخرجه من العذاب، وأدخله الجنة، فالذي
يسلم من الشرك يطمع في رحمة الله، ولو كان عنده كبائر: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، فالمؤمن يطمع في رحمة الله، ولو كان عنده
مخالفات، ولو مات، ولم يتب منها، فإنه يرجو رحمة الله، بخلاف المشرك الذي مات على
الشرك؛ فإنه لا طمع له في مغفرة الله، نسأل الله العافية!
المحبة هي أعظم أنواع التوحيد، محبة الله عز وجل
هي أعظم أنواع التوحيد، ولهذا العلماء عرَّفوا العبادة بأنها: غاية الذل
لله، مع غاية الحب لله عز وجل، ونظم الإمام ابن القيم هذا في قوله:
وعبادة الرحمن غاية حبه **** مع ذل عابده هما قطبان
فعليهما فلك العبادة دائر **** ما دار حتى قامت القطبان
ومداره بالأمر أمر رسوله **** لا بالهوى والنفس والشيطان.
فهذه
العبادة غاية الذل مع غاية الحب، الذين آمنوا يحبون الله حبًّا خالصا، ولا يحبون
معه أحدًا محبة عبادة. أما المحبة الطبيعية، فهذه ليس