×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ومشيئته وقدرته وخلقه، وهو سبحانه أمر بطاعته وطاعة رسله، ونهى عن معصيته ومعصية رسله ؛ أمر بالتوحيد والإخلاص، ونهى عن الإشراك بالله، فأعظم الحسنات التوحيد، وأعظم السيئات الشرك .

****

  هذا الأمر، وهو سبحانه وتعالى أمر بطاعته وطاعة رسله، ونهى عن معصيته ومعصية رسله؛ وذلك لمصالح العباد وسعادتهم، ولم يتركهم هملاً لا يؤمرون، ولا ينهون، بل إنه سبحانه وتعالى أنزل الكتب، وأرسل الرسل لهداية، الخلق إلى ما يسعدهم في الدنيا والآخرة، ولم يتركهم هملاً على جهلهم، وعلى غفلتهم، وعلى شهواتهم وأهوائهم، وعلى تسلط الجبابرة عليهم والطواغيت، فإنه سبحانه وتعالى أنزل الشرع بواسطة الرسل.

وهذا النهي.

فهناك فرق إذًا بين الشرع وبين القدر، لو كان القدر كافيا، لما أنزل الكتب وأرسل الرسل بالأوامر والنواهي.

 قال عز وجل: ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعٖ يَوۡمَئِذٍ ءَامِنُونَ [النمل: 89]، والحسنة المراد بها هنا: التوحيد، المراد بالحسنة في هذه الآية: ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعٖ يَوۡمَئِذٍ؛ أي: يوم القيامة عند قيام الساعة ﴿ءَامِنُونَ ﴿وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ المراد بالسيئة هنا: الشرك، ﴿وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [النمل: 90]، فالحسنة والسيئة هنا المراد بها: التوحيد والشرك.

فإذا قيل لك: ما أعظم ما أمر الله به؟ تقول: التوحيد. وإذا قيل لك: ما أعظم ما نهى الله عنه؟ تقول: الشرك.


الشرح