كما قال تعالى: ﴿إِنَّ
رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ
ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ
حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا
لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأعراف: 54].
فهو سبحانه خالق
كل شيءٍ وربه ومليكه، لا خالق غيره ولا رب سواه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن،
فكل ما في الوجود من حركةٍ وسكونٍ فبقضائه وقدره ،
****
﴿إِنَّ
رَبَّكُمُ﴾؛ أي: معبودكم ومالككم
وخالقكم الله، لا يشاركه فى هذا أحد، والدليل على ذلك أنه ﴿ٱللَّهُ
ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ﴾؛
يتعاقبان، يذهب هذا، ويأتي هذا، يتعاقبان على الكون، ﴿يُغۡشِي
ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا﴾؛
يطلب بعضهما، إذا ذهب هذا، جاء هذا،، إذا ذهب هذا، جاء هذا، يتعاقبان، ﴿وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ
مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمۡرِهِۦٓۗ﴾؛
تجري بأمره سبحانه وتعالى منظمة محكمة، لا تختل، ولا تختلف، تجري، ولا يختل نظامها
أبدا، مسخرات بأمره، ثم قال: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ﴾؛ له الخلق، وهو التدبير، والإيجاد. وله الأمر، وهو
الشرع، يشرع لعباده ما يصلحهم - خلقهم ورزقهم -، ويشرع لهم ما يصلحهم ويسعدهم في
الدنيا والآخرة، فهناك فرق بين القدر والشرع.
لا ينازع في هذا أحد، حتى المشركون لا ينازعون
في أنه هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر، لا ينازعون في هذا.
بلا شك.