×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وأخبر أنه يحب المتقين، ويحب المحسنين، ويحب المقسطين، ويحب التوَّابين، ويحب المتطهرين، ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيان مرصوصٌ، وهو يكره ما نهى عنه  كما قال في سورة الإسراء: ﴿كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا [الإسراء: 38] .

****

 هذه من صفاته أنه يحب سبحانه وتعالى؛ يحب المؤمنين، ويحب المقسطين، ويحب المتقين، ويحب المتطهرين، ويحب التوابين؛ فالله يحب، يحب هؤلاء محبة خاصة، ويبغض الكافرين والمنافقين؛ يحب، ويبغض سبحانه وتعالى، ويكره، ويسخط، ويغضب؛ صفات تليق بجلاله سبحانه وتعالى، ليست كصفات المخلوقين.

 يحب الذين يقاتلون في سبيله لإعلاء كلمة الله، ويبذلون أنفسهم في الجهاد في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله، الله يحبهم، يحبهم محبة خاصة، فدلَّ على فضل الجهاد في سبيل الله.

﴿كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا؛ من قوله عز وجل: ﴿لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومٗا مَّخۡذُولٗا ٢٢ ۞وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ [الإسراء: 22- 23]، وذكر النهي عن قتل الأولاد، والنهي عن أكل مال اليتيم، والنهي عن بخس حقوق الناس، ثم ختمها بالنهي عن الشرك، بدأها بالنهي عن الشرك، وختمها بالنهي عن الشرك، ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومٗا مَّدۡحُورًا [الإسراء: 39]، وهذه مثل الآيات الثلاث التي في آخر سورة


الشرح