وقد نهى عن الشرك وعقوق الوالدين، وأمر بإيتاء ذي
القربى الحقوق، ونهى عن التبذير، وعن التقتير، وأن يجعل يده مغلولةً إلى عنقه، وأن
يبسطها كل البسط، ونهى عن قتل النفس بغير الحق، وعن الزنا، وعن قربان مال اليتيم
إلاَّ بالتي هي أحسن، إلى أن قال: ﴿كُلُّ ذَٰلِكَ
كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا﴾ [الإسراء: 38] .
وهو سبحانه لا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر ،
****
الأنعام: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ
عَلَيۡكُمۡۖ﴾ [الأنعام: 151]، إلى قوله
عز وجل: ﴿وَأَنَّ
هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ﴾
[الأنعام: 153]، فآيات الإسراء مثل آيات سورة الأنعام؛ بدأها بالنهي عن الشرك،
وختمها بالنهي، ثم قال: ﴿كُلُّ
ذَٰلِكَ﴾ [الإسراء: 38]؛ أي: كل ما
ذكره الله في هذه الآيات ﴿كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا﴾ [الإسراء: 38]؛ أي: محرما، فالله يكره المحرمات، يكره
المنهيات، ما نهى عنها إلاَّ لأنه يكرهها سبحانه وتعالى، ويحب الطاعات، ما شرع
الطاعات إلاَّ لأنه يحبها.
يعني: نهى عن البخل، ونهى عن التبذير، وأمر
بالوسط؛ بالاعتدال في الإنفاق بين البخل وبين التبذير.
هذا شاهد لقول الشيخ: وما نهى الله عنه،
فهو يكرهه.
والله
لا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، فكل ما نهى عنه، فإنه لا يرضاه ويكرهه، وكل
ما أمر الله به، فإنه يحبه، ويرضاه: ﴿إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا
يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ﴾ [الزمر: 7].