فالإنسان ظالمٌ جاهلٌ، وغاية المؤمنين والمؤمنات
التوبة، وقد أخبر الله تعالى في كتابه بتوبة عباده الصالحين ومغفرته لهم. وثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ
بِعَمَلِهِ» قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلاَ أَنَا، إلاَّ
أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ» ([1]) ،
****
القسم
الثاني: مَن أداها ظاهرًا وباطنًا، وهم المؤمنون والمؤمنات،
والمسلمون والمسلمات، أدوا الأمانة ظاهرًا وباطنا.
القسم
الثالث: المنافقون؛ أدوها في الظاهر، وخانوها في الباطن، ﴿لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ
ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ
عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾
[الأحزاب: 73]، انظر: ﴿وَيَتُوبَ
ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾،
فدلَّ على أن المؤمنين ما يكملون أداء الأمانة، لكن الله يتوب عليهم، الله يتوب
عليهم، وإلا لو آخذهم، لعذَّبهم كلهم، لكنه يتوب عليهم سبحانه وتعالى، فدلَّ على
أن النقص حاصل، يدل هذا على أن النقص حاصل في بني الإنسان؛ فلذلك شرع الله
الاستغفار والتوبة.
التوبة من هذا الظلم، والجهل.
الجنة عظيمة وغالية، ما تدرك بالأعمال، والأعمال - مهما بلغت - ليست ثمنًا للجنة؛ لأن فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولأنها دائمة لا تفنى، ولا تزول، فليس عمل ابن آدم ثمنًا للجنة، وإنما هو سبب لدخول الجنة، سبب فقط، وإلا لو أن الله حاسبه على تقصيره، وعلى الخلل الذي يقع منه،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5673)، ومسلم رقم (2816).