×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وإنما عباده الممدوحون هم المذكورون في قوله تعالى: ﴿۞وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ ١٣٣ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٣٤ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٣٥ [آل عمران: 133- 135] .

****

 ويحاسبوا عليها، ﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ [الزلزلة: 8]، الذرة أصغر شيء ﴿مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ قيل الذرة: النملة الصغيرة، وقيل: الهباءة التي تطير في الهواء، ﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ، وهم يقولون: ما تضر المعصية، ﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ أين الذين يقولون: ما تضر المعصية؟!

﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ [آل عمران: 133]؛ سارعوا، لا تتأخر وتتلكأ، وتفوتك الفرصة، سارع مهما أمكنك المسارعة: ﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] ﴿أُعِدَّتۡ يعني: خلقها الله عز وجل بما فيها من النعيم والخير لمن؟ للمتقين، الذين اتقوا الله في الدنيا، وتجنبوا المعاصي، وعملوا الطاعات، مَن هم المتقون؟ ﴿ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ [آل عمران: 134]، وذكر صفاتهم إلى قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً [آل عمران: 135] هذا محل الشاهد: ﴿فَعَلُواْ فَٰحِشَةً؛ الفاحشة: هي المعصية المستفحشة في القبح. ﴿أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ [آل عمران: 135]؛ بما دون ذلك من الذنوب والمعاصي والسيئات،


الشرح