×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

بل من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًّا يره .

****

 في أول الأمر انتصروا انتصارًا كبيرًا على الكفار في وقعة أحد، فلما نزل الرماة، دار الكفار على المسلمين، وأحاطوا بهم من كل جانب، فحصلوا المصيبة على المسلمين بسبب المعصية، ﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم؛ يعني: تقتلونهم ﴿بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ [آل عمران: 152]، الله ما قنطهم، ولا أيسهم، بل إنه ابتلاهم، ومحصهم، ثم قال: عفا الله عنكم.

فدلَّ على أن المعصية تضر، أفضل الخلق ضرتهم المعصية، فكيف بغيرهم؟!

ما أدقَّ هذا! من سورة الزلزلة قال سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا [الزلزلة: 1]؛ يعني: عند قيام الساعة، ﴿وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا [الزلزلة: 2]، ما فيها من الأموات، ﴿وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا لَهَا [الزلزلة: 3]؛ تعجب الإنسان من هذه الزلزلة، وهذا الهول الذي حصل، ﴿مَا لَهَا: ما السبب؟ ﴿يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا [الزلزلة: 4]؛ الأرض تشهد يوم القيامة بما عمل عليها من خير أو شر ﴿يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا ٤بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا ٥ [الزلزلة: 4- 5]، الله عز وجل هو الذي أنطقها، وهو الذي أمرها أن تشهد على بني آدم، ﴿يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا [الزلزلة: 6]، يصدرون من الموقف أشتاتًا؛ ﴿لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ [الزلزلة: 6] ليوقفوا على أعمالهم،


الشرح