×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ومن ظن أن الذنوب لا تضر من أصر عليها فهو ضالٌّ مخالفٌ للكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة ،

****

يشير إلى المرجئة الذين يقولون: إن المؤمن لا تضره معصية؛ كما أن الكافر لا تنفعه طاعة، نقول: نعم، الكافر لا تنفعه الطاعة، لكن المؤمن تضره المعصية، ولماذا نهينا عن المعاصي، وأمرنا بالطاعات وبالتوبة؟ إلاَّ لأنها تضر، تضر المؤمن إن أصر عليها. أما من تاب، فإنها لا تضره إذا تاب منها، من تاب، تاب الله عليه، لكن من أصر عليها، فإنها تضره في الدنيا وفي الآخرة؛ لأن الكتاب والسنة يدلان على أن الذنوب والمعاصي تضر المؤمنين: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ [الشورى: 30]، الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في وقعة أحد ضرَّتهم المعصية، معصية وقعت من بعضهم، وهم الرماة الذين تخلَّوا عن الجبل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتركوا الجبل، سواء انتصرنا أو هزمنا. خالَفوا، ونزلوا من الجبل، فحصلت الهزيمة على المسلمين بسبب الذنوب: ﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ١٦٥وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٦٦وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْۚ وَقِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ ١٦٧ [آل عمران: 165- 167]، فإذا كانت المعصية الواحدة من بعضهم حصلت على الجميع، وفي وقعة أحد: ﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم [آل عمران: 152]؛ يعني: تقتلونهم،


الشرح