×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقول من قال: «إذا أحب الله عبدًا لم تضره الذنوب»، معناه: أنه إذا أحب عبدًا ألهمه التوبة والاستغفار فلم يصر على الذنوب ،

****

 والمعادلة -؛ فالعمل لا يعادل الجنة، ولا يقابلها، وإنما الجنة فضل من الله سبحانه وتعالى، لكن العمل الصالح سبب لدخولها.

فهذا يفسر قوله عز وجل: ﴿ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [النحل: 32]؛ ﴿بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ؛ أن ذلك إنما هو من باب السبب، لا من باب العوض، وهذا يدل على أن الإنسان بحاجة إلى الاستغفار وإلى التوبة، مهما عمل من الأعمال الصالحة، فإنه بحاجة إلى الاستغفار وإلى التوبة، لا يستغني أحد عن الاستغفار وعن التوبة والإكثار من ذلك.

 «إذا أحب الله عبدًا لم تضره الذنوب»: إذا أحب الله عبدًا، وفقه للتوبة والاستغفار، هذا معناه، ليس معناه أنه مهما عمل من الذنوب، فلن تضره، هذا ليس بصحيح، هذا قول المرجئة الذين يقولون: يكفي الإيمان بالقلب، ولا يضر مع الإيمان معصية. هذا قول باطل، بل المعاصي تضر المؤمنين، قد يعذبون بالنار، يعذبون يوم القيامة بالنار - وهم مؤمنون - بسبب معاصيهم وذنوبهم، وقد يبقون في النار مدة طويلة، ويحترقون، ثم يخرجون منها، وأيضًا المصائب التي تحصل في الدنيا على المسلمين وعلى المؤمنين، مصائب تحصل مع أنهم مؤمنون، فدلَّ على أن المعاصي تضر: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ [الشورى: 30]، فالمعاصي تضر في الدنيا وفي الآخرة، ولا يمحوها عن المؤمن إلاَّ الاستغفار والتوبة، ولا يقل: أنا مؤمن، ولا تضرُّني؛ مثل ما تقوله المرجئة.


الشرح