الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ
مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ﴾
[الأنعام: 148]، قال الله تعالى رادًّا عليهم: ﴿سَيَقُولُ
ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا
حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ حَتَّىٰ ذَاقُواْ
بَأۡسَنَاۗ قُلۡ هَلۡ عِندَكُم مِّنۡ عِلۡمٖ فَتُخۡرِجُوهُ لَنَآۖ إِن تَتَّبِعُونَ
إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَخۡرُصُونَ ١٤٨ قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ
ٱلۡبَٰلِغَةُۖ فَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ ١٤٩﴾ [الأنعام: 148-
149] .
****
ولا يشرعه سبحانه وتعالى، ولا يحبه، ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ
أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖ نَّحۡنُ وَلَآ
ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِهِمۡۚ فَهَلۡ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ٣٥وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ
فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ
فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ٣٦﴾ [النحل: 35- 36]؛ فهذا دليل على أن الله لا يرضى بالكفر،
لا يرضاه ولا يحبه؛ ولذلك أرسل الرسل بالنهي عنه، فالجبرية على مذهب المشركين
السابقين، الذين ذكرهم الله في هذه الآية.
وقد
أخبر الله أنهم قالوه؛ كما في سورة النحل، ﴿سَيَقُولُ﴾ [الأنعام: 148]؛ يعني: في المستقبل، والسين للتنفيس؛
أي: المستقبل القريب، أخبر الله أنهم سيقولونه، وقالوه.
﴿كَذَٰلِكَ
كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ﴾ [الأنعام: 148]؛ كذبوا الرسل
والكتب، واحتجوا بالقضاء والقدر، وأنهم لا لوم عليهم؛ حتى أذاقهم الله العقوبة
والهلاك، ولو كان يرضى هذا، لما عاقبهم عليه، ﴿حَتَّىٰ
ذَاقُواْ بَأۡسَنَاۗ﴾ [الأنعام:
148]، لو كان الله - كما يقولون - أجبرهم