وإذا
فعلوا سيئة استغفرا الله وتابوا إليه منها.
ففي «صحيح
البخاري» عن شداد بن أوسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ
الاِسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ
إلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ
مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ
بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ، مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ مُوقِنًا بِهَا،
فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1]) .
****
على
الطاعة، ويستغفرون الله عند المعصية. هم يشكرون عند النعم، والطاعة من أعظم النعم
وأكبرها.
النعم
ينسبونها إلى الله، وأما الذنوب، فإنهم ينسبونها إلى أنفسهم، فيتوبون إلى الله،
ويستغفرونه.
هذا الحديث حديث عظيم، وهو سيد الاستغفار، وفيه الإقرار لله بالربوبية، وأنه الخالق سبحانه وتعالى، وأنه المنعم، «أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ»، فنسب النعمة إلى الله، ونسب الذنب إلى نفسه، واستغفر الله سبحانه وتعالى.