×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

كما قال بعض العلماء: أنت عند الطاعة قدري، وعند المعصية جبري، أي مذهبٍ وافق هواك تمذهبت به .

وأهل الهدى والرشاد إذا فعلوا حسنة شهدوا إنعام الله عليهم بها، وأنه هو الذي أنعم عليهم، وجعلهم مسلمين، وجعلهم يقيمون الصلاة، وألهمهم التقوى، وأنه لا حول ولا قوة إلاَّ به، فزال عنهم بشهود القدر العجب والمن والأذى،

****

تقول: إن كان الله مقدَّرًا لي أن أصلي، وإني أتصدق، فأنا فعلت هذا، وإن كان لم يقدر الله لي، فلن يحصل مني شيء، وهذا كثيرًا ما يقوله بعض الجهال.

وعند المعصية ما تلوم نفسك وتتوب، بل تقول: لا، أنا مجبر عليها، ليس لي حيلة فيها، ويعطي نفسه العذر؛ لأنه مجبور بزعمه، عند الطاعة قدري على مذهب المعتزلة، وعند المعصية جبري على مذهب الجبرية.

وهذه مصيبة؛ يعني: الذين يختارون في المذاهب والأقوال الآن - حتى في غير العقيدة -، الذين يختارون الفتاوى التي تصلح لهم، والأقوال التي تصلح لهم، ولو ما عليها دليل، ولو هي خطأ، وأما التي لا تصلح لهم، ولو عليها دليل وبرهان، لا يقبلونها؛ لأنهم يتبعون أهواءهم.

شكروا الله عليها، واعترفوا بفضل الله عليهم.

لا يعجبون بعباداتهم وطاعاتهم؛ لأنهم يعرفون أن الفضل من الله، هو الذي وفقهم لها، هو الذي تفضل عليهم بذلك، فيشكرون الله 


الشرح