حيث جعلها سببًا لتكفير خطاياه، ورفع درجاته،
وإنابته وتضرعه إليه، وإخلاصه له في التوكل عليه ورجائه دون المخلوقين . وأما أهل
البغي والضلال فتجدهم يحتجون بالقدر إذا أذنبوا واتبعوا أهواءهم، ويضيفون الحسنات
إلى أنفسهم إذا أنعم عليهم بها ،
****
وإذا
كان ليس عنده سيئات، وأصابته مصيبة، يرفع الله بها درجاته في الجنة؛ لأن الله قد
يكتب للعبد درجة في الجنة لا يبلغها بالعمل، فيقدِّر الله عليه المصائب؛ من أجل أن
يرفع الله بها درجاته في الجنة.
يتذكر
ذنوبه، فيتوب إلى الله.
مصالح
عظيمة في المصائب للمؤمنين.
أهل
الكفر والشرك على العكس من المؤمنين؛ إذا أصابتهم مصيبة، جزعوا وتسخطوا؛ لأنهم لا
يؤمنون أنها بقضاء الله وقدره، وإذا أصابتهم نعمة، فسقوا، وتكبروا، وأشروا،
وبطروا، هذه طريقة أهل الكفر والشرك.
وإذا أنعم عليهم بالحسنات، لا يقولون: هذه
من الله، بل يقولون: هذه بسبب فعلنا، وكسبنا، وكدنا، ومعرفتنا وحذقنا، كما
قال قارون لما نُصِح: ﴿قَالَ
إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ﴾
[القصص: 78]؛ يعني: هذا المال ليس من الله، إنما هو بكدِّي وكسبي، فيضيف هذا إلى
نفسه، ويجحد فضل الله عليه.