×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وأولياء الله المتقون هم الذين فعلوا المأمور، وتركوا المحظور، وصبروا على المقدور، فأحبهم وأحبوه ورضي عنهم ورضوا عنه .

وأعداؤه أولياء الشياطين - وإن كانوا تحت قدرته - فهو يبغضهم ويغضب عليهم ويلعنهم ويعاديهم .

****

الكونية، فلا افتراق فيها؛ كلٌّ يطيعها طوعًا واختيارًا: ﴿وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ [آل عمران: 83]، لا أحد يستطيع أن يخرج عن الكلمات الكونية، والمشيئة: مشيئة الله القدرية لا أحد يخرج عنها.

هم الذين امتثلوا الكلمات الدينية، ففعلوا ما أمروا به، وتركوا ما نهوا عنه.

وصبروا على القضاء والقدر، لم يجزعوا، ولم يتسخطوا، فجرى عليهم القضاء والقدر، وهو الكلمات الكونية، رضوا بذلك، وامتثلوا أيضًا الكلمات الشرعية، فعملوا بها؛ فجمعوا بين الأمرين.

 كانت نتيجة ذلك أن الله عز وجل رضي عنهم، ورضوا عنه، وأحبهم، وأحبوه؛ لأنهم أطاعوه، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه.

أما الكفار، فإنهم عصوا أمره، فغضب الله عليهم، ولعنهم، ومقتهم.

لأنهم عصوا أمره، وخالفوا نهيه، فهو يبغضهم، ويمقتهم؛ لأنهم خالفوا شرعه ودينه، ولم ينفعهم أنهم وافقوا قضاءه وقدره وكلامه الكوني. 


الشرح