×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر هي التي كون بها الكائنات، فلا يخرج بر ولا فاجر عن تكوينه ومشيئته وقدرته.

وأما كلماته الدينية، وهي كتبه المنزلة وما فيها من أمره ونهيه، فأطاعها الأبرار وعصاها الفجار .

وأولياء الله المتقون هم المطيعون لكلماته الدينية، وجعله الديني، وإذنه الديني، وإرادته الدينية .

وأما كلماته الكونية التي لا يجاوزها بر ولا فاجر، فإنه يدخل تحتها جميع الخلق، حتى إبليس وجنوده وجميع الكفار وسائر من يدخل النار، فالخلق وإن اجتمعوا في شمول الخلق والمشيئة والقدرة والقدر لهم، فقد افترقوا في الأمر والنهي والمحبة والرضا والغضب .

****

 مؤمنًا كان، أو كافرًا، لا مناص له من إجراء الكلمات الكونية عليه والقضاء والقدر، أما الكلمات الشرعية، فإنما يلتزم بها أهل الإيمان، أما أهل الكفر، فيتجاوزونها، ولا يعملون بها، فهذه الأحاديث فيها الكلمات الشرعية، وفيها الكلمات الكونية.

هذا هو الفرق ما بين الكلمات الكونية والشرعية: أن الكلمات الكونية لا يخرج أحد عنها، وأما الشرعية، فيخرج عنها الفجار والأشرار، ويعصونها.

وكذلك فإن أولياءه مطيعون لكلماته الدينية، وأما أعداؤه، فيعصون الكلمات الدينية، ولذلك إبليس لما أمر بالسجود، عصى. هذا أمر شرعي، أما لو كان أمرًا كونيًّا، فما يقدر على أن يخالفه.

الافتراق إنما هو في الكلمات الدينية الشرعية، وأما الكلمات 


الشرح