وقال لما ذكر ما أمر به أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم وما نهاهم عنه: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ
لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا﴾ [الأحزاب: 33] ،
****
لما
ذكر ما وعظ به نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر عز وجل أنه أراد من ذلك أن يطهر
بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فهي إرادة شرعية، قال سبحانه وتعالى في آيات
الأحزاب: ﴿يَٰنِسَآءَ
ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ
بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا
٣٢وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ
وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ
إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ﴾
[الأحزاب: 32- 33]؛ الرجس: هو النجاسة ﴿أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ﴾
[الأحزاب: 33]؛ بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي
بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا
خَبِيرًا ٣٤﴾ [الأحزاب: 33- 34].
فالشاهد
منه: أن الله أراد من هذه الأوامر - التي وجهها لنساء نبيه
أمهات المؤمنين - أنه يريد تطهير نساء النبي صلى الله عليه وسلم من الأخلاق السيئة
والمخالفات الشرعية، ويطهرهن من ذلك تطهيرًا، فدلَّ على أن لزوم الحجاب، ولزوم
العفة والبيت والحياء، وتجنب التبرج، وتجنب المغازلات، والكلام الذي يجر إلى الشر
أن ذلك طهارة للقلوب، وطهارة للأعراض، وطهارة للبيوت، وأما الملاحدة اليوم، ف يقولون:
لا، هذا كبت لحرية النساء، وهضم لحقوقهن، دعوا النساء يفعلن ما شئن، لا حجر
عليهن. هكذا يقولون - قبحهم الله -،