×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ [التكوير: 23] أي: رأى جبريل عليه السلام .

****

 ﴿وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكٗا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ٨وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ ٩ [الأنعام: 8- 9]، لو أنزل الملك، ورأوه، لقضي الأمر، ولهلكوا، ثم لا يؤجلون، بل تحل بهم العقوبة والعذاب - والعياذ بالله -.

﴿لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا [الأنعام: 9]؛ لأجل أن يكلموه، ويروه؛ رجل من جنسهم.

 ﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونٖ [التكوير: 22]؛ أي: محمد صلى الله عليه وسلم ليس بمجنون؛ كما تقولون، ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ [التكوير: 23]؛ أي: جبريل عليه السلام على خلقته ﴿بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ [التكوير: 23]، رآه في بطحاء مكة، لما رفع رأسه، وإذا بجبريل عليه السلام بين السماء والأرض على هيئته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، كل جناح سدَّ الأفق، هذه الرؤية الأولى، الرؤية الثانية: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤ [النجم: 13- 14]، ليلة المعراج، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما رأى جبريل عليه السلام على خلقته الملكية إلاَّ مرتين: مرة في بطحاء مكة، ومرة ليلة المعراج عند سدرة المنتهى، وما عدا ذلك يأتيه في صورة رجل. 


الشرح