كما قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا
مَلَكٗا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ٨وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ
رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ ٩﴾
[الأنعام: 8- 9]،
****
البشر
لا يستطيعون رؤية الملائكة، ولهذا لما قالوا: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا لَوۡلَآ
أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ نَرَىٰ رَبَّنَاۗ﴾
[الفرقان: 21]؛ نحن لا نصدق محمدًا، لا بد أن يأتينا ملك - هذا من تعسفاتهم -،
ويكلمنا، ولا نصدق واحدًا من جنسنا، هو بشر مثلنا؛ فلا نصدقه، فالله عز وجل أخبرهم
أن هذا من فضله عليهم أنه لو جاءهم الملك، لما استطاعوا أن يستفيدوا منه، ولا أن
يكلموه؛ لأنه من غير جنسهم، إنما الملائكة تنزل عند العذاب - والعياذ بالله -، عند
الهلاك: ﴿يَوۡمَ
يَرَوۡنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ لَا بُشۡرَىٰ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُجۡرِمِينَ وَيَقُولُونَ
حِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا﴾ [الفرقان:
22]، إذا نزلت الملائكة، ورآهم الناس، حصل الهلاك، وهم لا ينزلون إلاَّ عند الموت
والاحتضار، أو عند نزول العذاب - والعياذ بالله - أو عند قيام الساعة.
ولذلك ما كان جبريل عليه السلام يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ في صورة رجل، يأتيه في صورة رجل، ويجلس معه، والناس ينظرون، ويتكلم معه؛ كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ...» ([1])؛ يأتي في صورة رجل يألفونه، وينظرون إليه، ويسمعون كلامه، ويستفيدون منه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).