×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ ٢٠مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ ٢١ [التكوير: 20- 21]، أي مطاع في السماء أمين، ثم قال: ﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونٖ [التكوير: 22]، أي صاحبكم الذي من الله عليكم به إذ بعثه إليكم رسولاً من جنسكم يصحبكم إذ كنتم لا تطيقون أن تروا الملائكة

****

﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ [التكوير: 20]؛ عند الله سبحانه وتعالى، مكين عند الله، قريب من الله. ﴿مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ [التكوير: 21]؛ أي: في السماء تطيعه الملائكة، وهو أكبر الملائكة، وسيد الملائكة عليه السلام.

أمين على ما استحفظ عليه من الوحي.

هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، لما مدح جبريل عليه السلام، مدح الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهذا سند القرآن: عن محمد، عن جبريل عليه السلام، عن الله سبحانه وتعالى.

﴿بِمَجۡنُونٖ [التكوير: 22]؛ كما يقوله الكفار: إنه مجنون أصابه الجن والمس من الجن؛ فصار يهذي. هل المجنون يأتي بهذا القرآن؟! لكن ليس لهم عقول.

﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ [آل عمران: 164]، فمن منة الله أن هذا الرسول من جنسنا، نكلمه، ونجالسه، ونمشي معه، ويأكل معنا، ونأكل معه، ونسمع منه، لو كان من الملائكة، ما استطعنا أن ننظر إليه، ولا أن نخاطبه. فهو يصحبكم في السفر وفي الحضر وفي كل مكان، تتلقون عنه الوحي والشريعة، هذا من نعمة الله سبحانه وتعالى، ثم أنتم تعرفون هذا، لا تقولوا: هذا لا نعرفه، ولا ندري من أين جاء. هو منكم، من أشرف قبائلكم، ويعيش بينكم، تعرفون أمانته وصدقه، ما جاءكم غريب.


الشرح