وبين أوليائه أهل الجنة وأعدائه أهل النار، وبين
أوليائه أهل الهدى والرشاد وبين أعدائه أهل الغي والضلال والفساد، وأعدائه حزب
الشيطان وأوليائه الذين كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه .
قال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾ [المجادلة: 22] ،
****
﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ ١٣ وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ
لَفِي جَحِيمٖ ١٤﴾
[الانفطار: 13- 14]، علق الجزاء بالوصف؛ الأبرار في نعيم؛ لبرِّهم، والفجار في
جحيم؛ لفجورهم ومعصيتهم. فرق الله به بين هؤلاء وهؤلاء.
هذا
مما فرق الله به بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، فأولياء الرحمن يوالون
ويعادون في الله سبحانه وتعالى، يوالون من أطاع الله، ويعادون من عصى الله؛ ولهذا
قال: ﴿لَّا تَجِدُ
قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ﴾ [المجادلة: 22]؛ كفر بالله،
وعصى الله ﴿وَلَوۡ
كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ
عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ﴾ [المجادلة: 22]، ثبت الله الإيمان في قلوبهم، فنتج عنه
أنهم أحبوا في الله، وعادوا في الله سبحانه وتعالى، حتى أقرب الناس إليهم، ﴿كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ﴾؛
يعني: قوَّاهم، وأمدَّهم ﴿بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ﴾
[المجادلة: 22]؛ أي: بقوة إيمان منه سبحانه وتعالى ثبتهم على هذا الولاء والبراء،
أما الذي لا يفرق بين المؤمن والكافر، وبين المطيع والعاصي، فهذا ليس بمؤمن: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ﴾ [المجادلة: 22]، هذا ليس بمؤمن، الذي يقول: الناس سواء،
وحرية الأديان، وحرية الرأي، ولا حجر على أحد. هذا ليس بمؤمن؛