وقال تعالى: ﴿إِذۡ
يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ
فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ﴾ [الأنفال: 12] .
****
لأنه لا يفرق بين مؤمن وكافر، فما دام أنه لا
يفرق، والناس عنده سواء، فإنه ليس بمؤمن، الإيمان يقتضي التفريق.
هذا في غزوة بدر، لما أنزل الله الملائكة؛ لتثبت
المؤمنين على لقاء العدو، ﴿إِذۡ
يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ﴾، الذين
أنزلهم إلى بدر، ﴿أَنِّي مَعَكُمۡ﴾
معية خاصة، معية نصرة وتأييد، ﴿فَثَبِّتُواْ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، ثبتوهم
أمام عدوهم كان من ذلك أن المؤمنين ثبتوا على قلتهم وكثرة عدوهم، الملائكة تثبتهم
بإذن الله سبحانه وتعالى: ﴿فَثَبِّتُواْ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾؛ الذين
آمنوا، أما الكفار، فقال فيهم: ﴿سَأُلۡقِي
فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ﴾،
المؤمنون يلقي الله في قلوبهم الثبات في المعركة، وأما الكفار على كثرتهم وقوتهم،
ألقى الله في قلوبهم الرعب، ﴿فَٱضۡرِبُواْ
فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ﴾؛ فوق الأعناق؛ لأن القتل يكون في
أعلى الرقبة مع المفصل فوق العظم، القتل والضرب بالسيف له موضع في الرقبة ليس فيه
عظم، فوق الأعناق، ما قال: اضربوا الأعناق، بل قال: اضربوا فوق
الأعناق، ﴿وَٱضۡرِبُواْ
مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ﴾؛ الأصابع التي يمسكون بها السلاح
اضربوها؛ حتى لا يستطيعوا حمل السلاح، هذه نتيجة الكفر بالله عز وجل، فالله فرَّق
بين المؤمنين والكفار، فرق بين أوليائه وأعدائه في هذه المعركة.