وقال
في أعدائه: ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ
لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ﴾ [الأنعام: 121]،
****
لما كان المشركون يستحلون الميتة، التي ماتت
بغير ذكاة، الله أمر المؤمنين أن يأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، ﴿فَكُلُواْ
مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ﴾
[الأنعام: 118]، وهي المذكَّاة ﴿إِن كُنتُم بَِٔايَٰتِهِۦ مُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنعام: 118]، ﴿وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ
وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ [الأنعام:
121]؛ أي: الأكل من الميتة فسق، إلاَّ عند الضرورة، إذا كان الإنسان اضطر، وخاف من
الموت، الله رخَّص له أن يأكل من الميتة لإبقاء حياته، ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ
عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ﴾؛
أي: خروج عن طاعة الله سبحانه وتعالى، ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ
أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ﴾
[الأنعام: 121]، جاء في تفسير الآية: أن الفرس يوحون إلى الكفار - كفار
الجاهلية - أن الميتة حلال؛ لأن الله ذبحها، الميتة الله ذبحها، أما المذكاة،
فأنتم تذكونها، فكيف تأكلون مما ذكيتم، ولا تأكلون مما ذكى الله. هذا جدال باطل،
مخالف لشرع الله سبحانه وتعالى، ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ﴾؛
شياطين الإنس من فارس، وكذلك شياطين الجن: ﴿لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ﴾؛ أتباعهم من الكفار الذين يأكلون الميتة، ويجادلون
فيها، ﴿وَإِنۡ
أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾
[الأنعام: 121]، فمن أطاع أحدًا في تحليل ما حرم الله، فإنه مشرك شرك الطاعة، من
أطاع مخلوقًا - أيًّا كان هذا المخلوق - في تحليل ما حرم الله، وهو يعلم أنه مستحل
لما حرم الله، فإنه مشرك - والعياذ بالله -؛ لأنه أطاع هؤلاء في أنهم شرعوا
استباحة الميتة. والتحليل والتحريم حق لله، لا يجوز لأحد أن يحلل