وقال عز وجل: ﴿وَكَذَٰلِكَ
جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي
بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ﴾ [الأنعام: 112]
****
ويحرم من عنده؛ حق لله، ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ
مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾
[الشورى: 21]، الله هو الذي يشرع، وهو الذي يحل ويحرم، ولا دخل لأحد في ذلك، فمن
استحل محرمًا مجمعًا على تحريمه، كفر، وكذلك من أطاعه، وهو يعلم ذلك، يكفر مثله ﴿وَإِنۡ
أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾
[الأنعام: 121]، أما من أطاعه، وهو لم يعلم أنه حلل ما حرم الله، فهذا يعتبر
ضالًّا، ولكن لا يصل إلى حد الكفر.
يعني:
ليس لك أيها الرسول خاصة، بل لكل نبي يكون له أعداء؛ ابتلاءً وامتحانًا، ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا﴾، مَن هم؟ ﴿شَيَٰطِينَ
ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ﴾، فدلَّ على أن الإنس منهم شياطين؛
مثلما أن الجن لهم شياطين، وشياطين الجن يوحون إلى شياطين الإنس، ويتآمرون في
معصية الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفته، ﴿وَكَذَٰلِكَ
جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ﴾،
وفي الآية الأخرى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ
وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا﴾
[الفرقان: 31]، فالرسل لهم أعداء من باب الابتلاء والامتحان، فهذا فيه التحذير من
طاعة أعداء الرسل، ومن متابعتهم واستحسان قولهم.
الشاهد في قوله: ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ﴾ [الأنعام: 121]، فدلَّ على أن هناك أولياء للشياطين من بني آدم.