وقال: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ
عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ
ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ
٢٢٤أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ ٢٢٥وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا
لَا يَفۡعَلُونَ ٢٢٦إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ
ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ ٢٢٧﴾ [الشعراء: 221-
227]،
****
هذا في القرآن قال الله عز وجل: ﴿وَإِنَّهُۥ
لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٩٢ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣﴾ [الشعراء: 192- 193]، وهو جبريل عليه السلام: ﴿عَلَىٰ قَلۡبِكَ
لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥ وَإِنَّهُۥ
لَفِي زُبُرِ ٱلۡأَوَّلِينَ ١٩٦﴾
[الشعراء: 194- 196]، مذكور في القرآن أنه سيبعث هذا الرسول، وأن الله سينزل عليه
هذا القرآن، عندهم خبر من هذا، ﴿أَوَ لَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ
عُلَمَٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾
[الشعراء: 197]، علماء بني إسرائيل يعلمون هذا القرآن: ﴿قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦٓ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦٓ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ يَخِرُّونَۤ لِلۡأَذۡقَانِۤ
سُجَّدٗاۤ ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولٗا
١٠٨﴾ [الإسراء: 107- 108]، صدقوا
بالقرآن، ﴿وَإِذَا
سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ
مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ﴾
[المائدة: 83]، فهم يعرفون هذا، ﴿أَوَ لَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً﴾ [الشعراء: 197]؛ أي: دلالة على صحة هذا القرآن أن علماء
بني إسرائيل يعرفونه، ﴿أَوَ
لَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [الشعراء: 197]، إلى قوله عز وجل: ﴿وَمَا
تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ﴾
[الشعراء: 210] لأنهم يقولون: إن هذا القرآن شعر، وإنه كهانة، وإنه أساطير
الأولين، وإنه...، وإنه...، الله نفى عنه هذا: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ﴾، وإنما نزل به جبريل عليه السلام، ﴿وَمَا
تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ﴾؛
كما تتنزل على الكهان، فالرسل لا تنزل