﴿يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ
وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ﴾؛
يعني: يكذب مع الكلمة الواحدة مائة كذبة، ثم قال: ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ﴾ [الشعراء: 224]، هم يقولون: إن الرسول شاعر، يقولون:
الرسول لما نفى الله عنه أنه كاهن، وأنه لا تنزل الشياطين عليه، قالوا: هو
شاعر، الرسول شاعر من الشعراء، الله نفى عنه الشعر، قال عز وجل: ﴿وَمَا
عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُۥٓۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ
وَقُرۡءَانٞ مُّبِينٞ﴾ [يس: 69]؛
لأن الشعراء أكثرهم كما وصفهم الله: ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ ٢٢٤ أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ
فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ ٢٢٥﴾
[الشعراء: 224، 225]، الشاعر يأتي بأشياء بعيدة وأشياء؛ لأن الشيطان يساعده،
الشاعر يساعده الشيطان؛ ولذلك يذكر أشياء ما ذهب إليها، ولا رآها، ولا شاهدها،
ويأتي بها في شعره؛ لأن الشياطين تعينه على ذلك: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ ٢٢٥وَأَنَّهُمۡ
يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ ٢٢٦﴾
[الشعراء: 225، 226]، الشاعر جبان في الغالب، يتكلم في الشجاعة والإقدام، ولكنه
أجبن الناس، يقولون ما لا يفعلون، ثم استثنى الله من الشعراء من آمن بالله ونصر
الحق؛ مثل: حسان بن ثابت، وشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين استعملوا شعرهم
لنصرة الحق، والذب عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ
وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ﴾
[الشعراء: 227]، ثم قال: ﴿وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ
يَنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227]، فاستثنى
الله من الشعراء الذين آمنوا، الشعراء المؤمنون استثناهم الله من الذين ذكرهم في
الذم.