×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

﴿يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ؛ يعني: يكذب مع الكلمة الواحدة مائة كذبة، ثم قال: ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ [الشعراء: 224]، هم يقولون: إن الرسول شاعر، يقولون: الرسول لما نفى الله عنه أنه كاهن، وأنه لا تنزل الشياطين عليه، قالوا: هو شاعر، الرسول شاعر من الشعراء، الله نفى عنه الشعر، قال عز وجل: ﴿وَمَا عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُۥٓۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ وَقُرۡءَانٞ مُّبِينٞ [يس: 69]؛ لأن الشعراء أكثرهم كما وصفهم الله: ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ ٢٢٤  أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ ٢٢٥ [الشعراء: 224، 225]، الشاعر يأتي بأشياء بعيدة وأشياء؛ لأن الشيطان يساعده، الشاعر يساعده الشيطان؛ ولذلك يذكر أشياء ما ذهب إليها، ولا رآها، ولا شاهدها، ويأتي بها في شعره؛ لأن الشياطين تعينه على ذلك: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ ٢٢٥وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ ٢٢٦ [الشعراء: 225، 226]، الشاعر جبان في الغالب، يتكلم في الشجاعة والإقدام، ولكنه أجبن الناس، يقولون ما لا يفعلون، ثم استثنى الله من الشعراء من آمن بالله ونصر الحق؛ مثل: حسان بن ثابت، وشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين استعملوا شعرهم لنصرة الحق، والذب عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ [الشعراء: 227]، ثم قال: ﴿وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ [الشعراء: 227]، فاستثنى الله من الشعراء الذين آمنوا، الشعراء المؤمنون استثناهم الله من الذين ذكرهم في الذم. 


الشرح