وقال تعالى: ﴿فَلَآ
أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ ٣٨وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ ٣٩إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ
٤٠وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِرٖۚ قَلِيلٗا مَّا تُؤۡمِنُونَ ٤١وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنٖۚ
قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ ٤٢تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٣وَلَوۡ
تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ٤٥ثُمَّ
لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ ٤٦فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ ٤٧وَإِنَّهُۥ
لَتَذۡكِرَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ ٤٨وَإِنَّا لَنَعۡلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ
٤٩وَإِنَّهُۥ لَحَسۡرَةٌ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ ٥٠وَإِنَّهُۥ لَحَقُّ ٱلۡيَقِينِ ٥١ فَسَبِّحۡ
بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ٥٢﴾ [الحاقة: 38- 52]،
****
هذه الآيات من آخر سورة الحاقة؛ مثل الآيات في آخر سورة الشعراء السابقة؛ أن الله نفى عن هذا الرسول أنه كاهن، أو أنه شاعر، نفى عنه ذلك، وأقسم على ذلك سبحانه وتعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ﴾ «لا» هذه صلة للتأكيد، والأصل أُقسم، أو «لا» نافية؛ أي: ليس الأمر كما زعمتم، أقسم ﴿بِمَا تُبۡصِرُونَ﴾، من المخلوقات ﴿وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ﴾، نحن لا نبصر من المخلوقات إلاَّ القليل، هناك مخلوقات لا نبصرها، الله أقسم بهذه المخلوقات العظيمة التي نبصرها، والتي لا نبصرها، والله عز وجل يقسم بما شاء، ولا يقسم إلاَّ بشيء له شأن عظيم، أما المخلوق، فلا يقسم إلاَّ بالله؛ كما هو معلوم. المقسَم عليه ما هو؟ ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ﴾؛ يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم الرسول البشري، رسول كريم صلى الله عليه وسلم، هو قول المبلِّغ، ليس قوله هو؛ فهو لم يبتدئه ابتداء، وإنما قاله مبلغًا عن الله سبحانه وتعالى، وإلا فهو كلام الله، لكن أضيف إلى الرسول إضافة البلاغ والبيان، ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ ٤٠وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِرٖۚ قَلِيلٗا مَّا تُؤۡمِنُونَ ٤١﴾؛ لأنهم يقولون: الرسول شاعر، وهذا القرآن شعر، ﴿وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنٖۚ﴾؛ كما تقولون: الرسول كاهن. ﴿قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾، فرق بين