ووضعت له جاريةٌ السم في طعامه فلم يضره، وخببت
امرأةٌ عليه زوجته، فدعا عليها فعميت وجاءت وتابت، فدعا لها فرد الله عليها بصرها،
وكان عامر بن عبد قيسٍ يأخذ عطاءه ألفي درهمٍ في كمه، وما يلقاه سائلٌ في طريقه
إلاَّ أعطاه بغير عددٍ، ثم يجيئ إلى بيته فلا يتغير عددها ولا وزنها .
****
ومن
كراماته الثانية هذه الواقعة في المشي على نهر دجلة على الخيول، قطعوه ولم تتأثر
خيلهم وركابهم بالماء، حتى إنه قال لأصحابه: هل أحد منكم ضاع له شيء؟ فقال
رجل منهم: نعم، ضاع لي مخلاة، مثل المخلب يقطع به الخلا، وهو العشب، فدعا
الله، فوجدها متعلقة بشيء فأخذها.
مع
أنه من عادة السم أن يقتل، فالذي أنجاه من النار قادر على أن ينجيه من السم، والله
عز وجل يسلب هذه المواد خصائصها إذا شاء، فيسلب النار الإحراق، ويسلب السم القتل.
وهذه القصة الثالثة له، كرامة ثالثة له، والتخييب
هو: تنفير الزوجة من زوجها، ومن الملعونين من خبب امرأة على زوجها.
يأخذ عطاءه - يعني: نصيبه من بيت المال -، فما لقيه من فقير، أعطاه، فلا ينقص عدد ما معه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ» ([1])، فإما أنه يزيد بركة، ينقص عددًا، لكنه يزيد بركة، وإما أنه لا ينقص عدده أيضًا - كما في هذه القصة -، وهذه كرامة. أما لغيره فالمال إذا تصدق منه، ينقص، ينقص عدده، لكن يزيده بركة، أما هذا الولي، فلم ينقص عددًا أيضًا، هذه من كرامات الأولياء.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2325)، والطبراني في الكبير رقم (855).