فلا يأتيه مثل ذلك؛ لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص
ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة، بخلاف من يجري
على يديه الحوار لهدي الخلق ولحاجتهم فهؤلاء أعظم درجة.
****
ينبغي
أن يعرف هذا الأصل؛ لئلا يستغله الخرافيون لخرافتهم، وكل من يدعي أنه ولي لله،
ويضعون له من الدعايات - حيًّا وميتًا - والهالات الشيء الكثير من أولياء الله من
يموت، وهو لم يعرف، من أولياء الله من يعيش ويموت، وهو لم يُعرف.
فليس
كل من لا تجري على يده الكرامة يكون ناقص الولاية لله عز وجل، بل قد يكون كامل
الولاية، ولا تجري على يده كرامة؛ لأنه مستغنٍ عنها.
ولأنه
لا يشترط في كمال الإيمان وقوة الإيمان وجود الكرامة، كانت هذه الكرامات في
التابعين ومن جاء بعدهم أكثر منها في الصحابة؛ لأن الصحابة لا يحتاجون إليها؛
لفضلهم، ومكانتهم، وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
لهدى الخلق يعني: لحجة في الدين، أو لحاجتهم. فهؤلاء الذين لم تجر على أيديهم كرامة أعظم درجة من الذين تجري على أيديهم.
الصفحة 3 / 347
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد