﴿وَيَوۡمَ
يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ
وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ
وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ١٢٨ وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا
بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ١٢٩﴾
[الأنعام: 128- 129]، فالله يولِّي بعض الظالمين بعضًا بسبب كسبهم الكفر وإجرامهم
في حق الله سبحانه وتعالى، يسلط الشياطين على بني آدم؛ لأجل أن يضلوهم، ويصدوهم عن
دينهم، وهذا من الاستدراج ومن الإهانة، وليس هو من الكرامة، ﴿رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ
بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ﴾ كيف؟
استمتع الجني بالإنسي بأن الإنسي خضع له، وانقاد له، وعصى الله، وعصى رسله، وانقاد
للشيطان، هذا يستمتع به الشيطان، ويفرح به، واستمتع الإنسي بالشيطان بما يخدمه به
من الأمور الشيطانية: من حمله في الهواء، والمشي به على النار أو على الماء، أو
إحضار الأمور البعيدة، أو إخباره بأشياء يعرفها الجن، ولا يعرفها الإنس، فهذا من
استمتاع الإنس بالجن - والعياذ بالله -، ﴿قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا
مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ﴾، هذا
مصيرهم يوم القيامة، الشياطين ومن اتبعهم، ومن أغووه، وصار معهم - وإن خدموهم في
الدنيا، وغرر بالناس أنه ولي من أولياء الله، بل إن الخرافيين يعطون الولاية لمن
يرون أنه لا يصلي، ولا يصوم، ولا يترك الفواحش، و يقولون: لأنه ساقط عنه
التكاليف، هذا بلغ مرتبة من الولاية والقرب من الله؛ حتى إنه سقط عنه التكليف،
فليس في حقه حلال ولا حرام، ولا تجب عليه الفرائض؛ لأنه وصل إلى الله. هكذا يقول
الشياطين - والعياذ بالله -، فيعطون الولاية لمن يرونه لا يصلي، ولا يصوم،