×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ولا يؤمن بالرسل، و يقولون: هذا ولي من أولياء الله؛ لأنه ليس بحاجة إلى الرسل، وليس بحاجة إلى العمل، وليس بحاجة إلى العبادة؛ لأنه وصل إلى الله، انظر كيف يبلغ الشيطان ببني آدم من التغرير - والعياذ بالله! -، الله عز وجل قال: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣ [يونس: 62- 63]، بهذين الشرطين: الإيمان، والتقوى، فكيف يكون الفاجر الذي لا يصلي، ولا يصوم، ويفعل اللواط والزنا والفواحش، ويشرب الخمر؟! كيف يكون وليًّا لله، مع أنه من أشد أعداء الله؟! نسأل الله العافية! فينبغي التفطن لهذا الأمر؛ لأنه استشرى في الناس اليوم؛ لضعف الإيمان، ولقلَّة العلم في هذا الزمان، ولعدم نشر العقيدة الصحيحة من عقيدة أهل السنة والجماعة، لما ضعفت هذه الأمور، جاءت أضدادها في المجتمعات، والآن يقولون: إنهم يقيمون فضائيات بث فضائي للمخرفين، وللسحرة، والكهان، وأعداء الله ورسوله، ويصفونهم بالولاية، وبالعلم، وبالتقوى، فليحذر المسلمون من هذه الأمور.

وعبد الله بن صياد هذا ظهر في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء إلى المدينة، وكان يظهر عليه أشياء، ظنوه أنه الدجال الكذاب، النبي صلى الله عليه وسلم اختبره بأشياء، فتبين أنه ليس هو الدجال، ولما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ» ([1])، فتركوه، فهذا دليل على


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1354)، ومسلم رقم (2930).