×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا» قَالَ: الدُّخُّ الدُّخُّ، وقد كان خبأ له سورة الدخان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» ([1])، يعني: إنما أنت من إخوان الكهان . والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع ،

****

أن الخوارق تأتي على يد من ليس من أولياء الله. الدجال أكبر الكذبة، وأكبر عملاء الشيطان الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان، يكون معه خوارق، يكون معه جنة، ومعه نار، ويأمر السماء، فتمطر، ويأمر الأرض، فتنبت، ويقتل الرجل، ويمشي بين قِطَعِه، ثم يأمره، فيقوم حيا، هذه خوارق، لكنها خوارق شيطانية، وتدجيل وكذب، فلا يغتر بهؤلاء.

اختبره النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: «قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا»؛ يعني: شيئًا خفيًّا، فما هو الشيء الخفي؟ فلم يستطع الجواب، فقال له: «اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ»؛ إنما أنت من إخوان الكهان. ما عرف الذي خبأ له النبي صلى الله عليه وسلم، لم يقل: سورة الدخان.

القرين من الشياطين كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ ٣٨ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ ٣٩ [الزخرف: 36- 39]؛ بما يسترقه من السمع، هذه ناحية، الناحية الثانية أن


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1354)، ومسلم رقم (2930).