وكانوا يخلطون الصدق بالكذب، كما في الحديث الصحيح
الذي رواه البخاري وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ المَلاَئِكَةَ
تَنْزِلُ فِي العَنَانِ: - وَهُوَ السَّحَابُ -، فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِيَ فِي
السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ، فَتُوحِيهِ إِلَى الكُهَّانِ،
فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ» ([1])
****
الشيطان سريع في قطع الفيافي، يطير في الهواء،
ويطلع على أمور لا يطلع عليها ابن آدم، فيخبرونهم، يخبرون بني آدم بذلك فتنة لهم.
كما أنهم إذا سمعوا الكلمة من السماء كذبوا معها مائة كذبة، فصدقهم الناس بسبب تلك الكلمة التي سمعت من السماء، صدقوهم في تسعة وتسعين كذبة. ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢ يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣﴾ [الشعراء: 221- 223]، هؤلاء الكهان، وهؤلاء الذين ينخدعون بهم، أكثرهم كاذبون.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3210).
الصفحة 5 / 347
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد