وَمِنْهُمْ مَنْ يَطِيرُ بِهِمْ الْجِنِّيُّ إِلَى
مَكَّةَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَوْ غَيْرِهِمَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُهُ
عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ثُمَّ يُعِيدُهُ مِنْ لَيْلَتِهِ فَلاَ يَحُجُّ حَجًّا
شَرْعِيًّا؛ بَلْ يَذْهَبُ بِثِيَابِهِ وَلاَ يُحْرِمُ إِذَا حَاذَى الْمِيقَاتَ ،
****
نعم المؤمن ولي الله قد يحضر عنده فواكه -كما
سبق لنا-، لكن لأنه مؤمن تقي، أما هذا، فهو فاجر شقي، فما يكون عنده من الفواكه
إنما هو من سرقة الشياطين التي تخدمه، فلا يلتبس هذا بهذا، ولذلك عنوان هذا الكتاب
المبارك: «الفرقان بين أولياء الرحمن
وأولياء الشيطان».
هذا
شيء معروف أنهم يطيرون ببني آدم الذين يكفرون بالله، ويشركون بالله، ويطيعون
الشياطين، إنهم يطيرون بهم إلى الأمكنة التي يريدونها؛ لأن الشيطان عنده مقدرة على
قطع المسافات الطويلة، وعلى الطيران في الهواء، عنده مقدرة، فهو يخدم هذا الإنسي
الذي أطاعه في معصية الله، ويذهب به إلى حيث يريد، وهذا معروف حتى عند العوام
الآن، يعرفون الذين يطيرون، يعرفون أن هذا سحر، وأنه من الجن، وليس هو من
الكرامات.
ومنهم من يحمله الجني إلى عرفة يوم عرفة، ولا
يحرم، إنما يذهب إلى عرفة من غير إحرام، ثم يرجع به، فهو لم يحج، وإنما الجني يلعب
به، كيف يحج من غير إحرام؟ يتعدى الميقات بدون إحرام، ولا يتجنب محظورات الإحرام؛
لأنه يريد مخالفة أمر الله؛ لأن الله أوجب على من يريد الحج أن يحرم من الميقات،
وأمره أن يتجنب محظورات الإحرام، فهو خالف أوامر الله، فلذلك خدمه الشيطان، فلا
يغتر بهذا أبدًا.
الصفحة 11 / 347