×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وَالإِنْسَانُ الَّذِي حَصَلَ لَهُ الحَالُ لاَ يَدْرِي بِذَلِكَ، بِمَنْزِلَةِ الْمَصْرُوعِ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ وَلَبِسَهُ وَتَكَلَّمَ عَلَى لِسَانِهِ، فَإِذَا أَفَاقَ لَمْ يَشْعُرْ بِشَيِء مِمَّا قَالَ ؛ وَلِهَذَا قَدْ يُضْرَبُ الْمَصْرُوعُ، وَذَلِكَ الضَّرْبُ لاَ يُؤَثِّرُ فِي الإِنْسِيِّ، وَيُخْبِرُ إِذَا أَفَاقَ أَنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِشَيءٍ؛ لأَنَّ الضَّرْبَ كَانَ عَلَى الجِنِّيِّ الَّذِي لَبِسَهُ .

وَمِنْ هَؤُلاَءِ مَنْ يَأْتِيه الشَّيْطَانُ بِأَطْعِمَةٍ وَفَوَاكِهَ وَحَلْوَى وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لاَ يَكُونُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ،

****

 المصروع يعرفه، ويخبر بأشياء ما كان يعرفها، فهذا دليل على أن هذا ليس منه، إنما هذا من الشيطان الذي لابسه.

لا يدري بما يقوله الشيطان، وما يقوله الجني، المجنون إذا أفاق، وقالوا له: إنك فعلت كذا، أو قلت كذا، يقول: أبدًا، ما فعلت شيئًا، ولا قلت شيئا. لا يدري؛ قاله غيره، هو الشيطان، ربما يُضرب المجنون، والمصروع يُضرب، ولا يتأثر بالضرب، ولا يحس به؛ لأن الضرب لا يقع عليه، إنما يقع على الشيطان الذي لابسه.

قد يضرب ضربًا شديدًا يؤثر، ولو كان على بدنه لأَثَّر، أو تكسرت أعضاؤه، ومع هذا لا يحس، ولا يدري عنه؛ لأنه لم يقع عليه، إنما وقع على الشيطان الجني، على الجني الذي خالطه، وهذا شيء معروف.

 قد يأتيه بأطعمة وفواكه يسرقها الجني من أمكنة من الناس، يأخذها من بيوت الناس، ومن بساتينهم، ومن حوانيتهم، ويأتي بها لهذا الآدمي، فيظن أن هذه كرامة، وهي ليست كرامة، هذا خارق شيطاني،


الشرح