وفي روايةٍ قال معمرٌ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ:
أَكَانَ يُرْمَى بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّهَا
غُلِّظَتْ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ([1]) .
****
جرت على يد عدو الله خوارق، فلا يغتر بها؛ لأنها
من الشياطين، وليست من الله سبحانه وتعالى، بخلاف الكرامات؛ فإنها من الله، أكرم
بها عبادة المؤمنين المتقين. ففرق بين مصدر الكرامة ومصدر الخارق الشيطاني، وفرق
بين ولي الله وولي الشيطان، فرق بين هذا وهذا، الناس بحاجة إلى معرفة هذه الأمور
اليوم؛ لأنه كثر الدجل، وكثرت الشعوذة، وكثر السحرة والكهانة، فيجب على العلماء أن
ينشروا هذا، وطلبة العلم يتلقونه، ويعرفونه؛ حتى ينشروه في الناس، ويحذر من هذه
الفضائيات الكافرة الدجالة التي غرت الناس، وهذه الاتصالات، يتصلون على الناس
بالجوالات وبالإنترنت، ويروِّجون لهم، ويهددونهم بأنك ستموت، وأنك سيحصل لك كذا
وكذا، ولكن أعطنا كذا وكذا، ونحن نسعى في خلاصك وما أشبه ذلك - والعياذ بالله -.
كانت الشهب في الجاهلية كثيرة، الشهب يرمى بها في الجاهلية كثيرة على الشياطين، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، حرست السماء، ولم يبق منها إلاَّ أقل القليل، ولهذا الجن لما سمعوا القرآن قالوا: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا ١ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فََٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا ٢﴾ [الجن: 1- 2]، إلى قولهم: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا﴾ [الجن: 9]؛ أي: من السماء ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (1882).