والأسود العنسي الذي ادعى النبوة، كان له من
الشياطين من يخبره ببعض الأمور المغيبة، فلما قاتله المسلمون، كانوا يخافون من
الشياطين أن يخبروه بما يقولون فيه، حتى أعانتهم عليه امرأته لما تبين لها كفره،
فقتلوه .
****
فَمَن يَسۡتَمِعِ
ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا ٩ وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ
بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا ١٠﴾ [الجن: 9- 10]، فهذا ما حصل عند البعثة، عند بعثة النبي
صلى الله عليه وسلم، ولما كَثُرت الشهب، أرسل الشيطان جواسيسه يبحثون ما السبب؟
فرجعوا إليه، وقالوا: بعث محمد صلى الله عليه وسلم، عند مبعثه حرست السماء. ﴿وَأَنَّا لَا
نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا﴾ [الجن: 10]، هكذا تقول الجن عند بعثة النبي صلى الله
عليه وسلم.
الشاهد:
أن نعرف أن هذه الشهب إنما هي رجوم للشياطين: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ
٦وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ ٧لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ
وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ ٨دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ ٩ إِلَّا
مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ ١٠﴾ [الصافات: 6- 10].
الأسود
العنسي والمختار بن أبي عبيد اللذان ادعيا النبوة كان لهما عملاء من الشياطين،
غروهم وخدعوهم، وظنوا أنهم أنبياء.
النبي
صلى الله عليه وسلم أمر المؤمنين الذين في اليمن - وكان في آخر حياة الرسول صلى
الله عليه وسلم - أمر المؤمنين الذين في اليمن أن يقتلوه، فجاء عبد الله بن فيروز
رضي الله عنه ليلاً، وتمالأ مع امرأة الأسود العنسي، وكانت مسلمة تقية، فأعانت ابن
فيروز على قتلة، فقتله شر قتله -والعياذ بالله-.