×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وكذلك مسيلمة الكذاب، كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات، ويعينه على بعض الأمور.

****

 ومسيلمة الكذاب غزاه الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوه في وقعة اليمامة المشهورة، وأراح الله المسلمين من هؤلاء الكذبة الدجالين.

هذا من الابتلاء والامتحان؛ أن هؤلاء معهم شياطين تساعدهم، فيظن الناس أن هذه معجزات، وأنهم أنبياء في حين أنها خوارق شيطانية، والذين معه ليسوا ملائكة، وإنما هم شياطين. هذا البحث مهم جدًّا جدًّا؛ لأنه في صميم العقيدة، وفيه دمغ لهؤلاء الدجالين والكذابين الذين يظهرون بين حين وآخر، ولما سهلت الاتصالات بين العالم، استخدموها لإضلال الناس - والعياذ بالله -.

لا شك أن أولياء الشيطان يظهر على أيديهم من الخوارق ما يغر الناس بهم؛ حتى يظنوا أن هذه كرامات، وهي في الواقع خوارق شيطانية؛ من أجل الفتنة، من ذلك مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أهل اليمامة، وتبعه قوم من أهل اليمامة، وكان يظهر على يديه خوارق شيطانية، ويأتيه الشيطان ببعض الأمور التي يظن الناس أنها معجزات، وأنه نبي؛ من أجل الفتنة. فلا يغتر بهذه الأمور.

والضابط في هذا: أن من ظهر على يديه خارق من خوارق العادات، ينظر في عمله، فإن كان من عباد الله المؤمنين المتقين، فهي كرامة من الله سبحانه وتعالى، أما إن كان من أعداء الله - من المكذبين، ومن الكافرين والمنافقين -، فهذا خارق شيطاني، مهما بلغ من الغرابة، فهو خارق شيطاني، فلا يغتر بهذا، فمن أخذ هذه القاعدة وطبقها، فإنه يستريح من هذه الشبهات؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ


الشرح