×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وأمثال هؤلاء كثيرون، مثل: الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان، وادعى النبوة، وكانت الشياطين يخرجون رجليه من القيد، وتمنع السلاح أن ينفذ فيه،

****

يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣ [يونس: 62- 63]، ولأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، هو خاتم النبيين، فمن ادعى النبوة بعده، فهو كاذب، قال عز وجل: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ [الأحزاب: 40]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([1]) فكيف يصدق مع ذلك من يدعي النبوة، والنبوة لا تكون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو يصدق أنه ولي من أولياء الله، وهو كافر ملحد، لا يصلي، ولا يصوم، ولا يتجنب المحرمات، ويقال: إن هذا ولي من أولياء الله. المسيح الدجال في آخر الزمان يأتي بخوارق عظيمة فاتنة، ومع هذا فالدجال كذاب، هو المسيح الدجال، ونهاية أمره أن الله يهلكه، وينتهي أمره، فلا عبرة بالخوارق إذا لم تكن على يد مؤمن تقي، فلا عبرة بها؛ فإنها شيطانية.

الحارث الدمشقي ادعى النبوة أيضًا، وكان معه شياطين إذا قيد بالحديد، يخرجون رجليه من القيد، فهذه ليست كرامة، إنما هذه خارق شيطاني لا يغتر بها، وغيره وغيره، ولا يزال الدجالون حتى يكون آخرهم الدجال؛ المسيح الدجال.

والشياطين أيضًا تكون سترًا له دون أن يصل إليه السلاح، فهذا ليس دليلاً على أنه ولي من أولياء الله، بل هذا من عمل الشياطين، يعملون معه الشعوذة وغير ذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4252).