وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده، وكان يرى الناس
رجالاً وركبانًا على خيلٍ في الهواء ويقول: هي الملائكة، وإنما كانوا جنًّا، ولما
أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه، فقال له عبد الملك: إنك
لم تسم الله، فسمى الله فطعنه فقتله .
وهكذا أهل الأحوال
الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مِثْلُ آيَةِ الْكُرْسِيِّ؛
****
نعم،
وهو شيطان، الرخامة ما تسبح؛ لأنها جماد، الرخامة ما تسبح، لكن هذا شيطان يصوت
بالتسبيح، فيظن أنه الرخامة سبحت.
وهي
شياطين، الخيل والرجال يمشون في الهواء؛ شياطين تخدمه؛ لتضل الناس به.
وإنما
كانوا من شياطين الجن، وليسوا ملائكة، الملائكة ما تتنزل على الكذابين والدجالين،
إنما تتنزل بأمر الله على الأنبياء والمرسلين والمؤمنين، إذا أمرها الله سبحانه
وتعالى: ﴿هَلۡ
أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ
أَثِيمٖ ٢٢٢﴾ [الشعراء: 221- 222]، فهذا
أفاك وأثيم، فالذي يرى معه من هذه الأمور، فإنما هي شيطانية؛ لأن اسم الله يطرد
الشيطان، هو طعنه، ولم يسم، فجاء الشيطان وحال بينه وبين السلاح، فلما سمَّى الله،
هرب الشيطان، فنفذ فيه السلاح.
وهذا
أيضًا من الفوارق بين خوارق الشياطين والكرامات؛ أن الكرامات تأتي مع ذكر الله،
ومع تلاوة القرآن، مع الأعمال الصالحة، وأما الخوارق الشيطانية، فإنها تزول، وتذهب
مع ذكر الله ومع تلاوة القرآن، ويذهب الشياطين.