×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

كَمَا نَهَى عَنْ الصَّلاَةِ وَقْتَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَوَقْتَ غُرُوبِهَا؛ لأَنَّ الْمُشْرِكِينَ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ حِينَئِذٍ، وَالشَّيْطَانُ يُقَارِنُهَا وَقْتَ الطُّلُوعِ وَوَقْتَ الْغُرُوبِ، فَتَكُونُ فِي الصَّلاَةِ حِينئَذٍ مُشَابَهَةٌ لِصَلاَةِ الْمُشْرِكِينَ، فَسَدَّ هَذَا البَابَ . وَالشَّيْطَانُ يُضِلُّ بَنِي آدَمَ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ، فَمَنْ عَبَدَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْكَوَاكِبَ وَدَعَاهَا - كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ دَعْوَةِ الْكَوَاكِبِ - فَإِنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يُخَاطِبُهُ وَيُحَدِّثُهُ بِبَعْضِ الأُمُورِ، وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ رُوحَانِيَّةَ الْكَوَاكِبِ، وَهُوَ شَيْطَانٌ.

وَالشَّيْطَانُ وَإِنْ أَعَانَ الإِنْسَانَ عَلَى بَعْضِ مَقَاصِدِهِ، فَإِنَّهُ يَضُرُّهُ أَضْعَافَ مَا يَنْفَعُهُ ،

****

  تخرج بين قرني شيطان، هذا أيضًا سبب آخر للنهي؛ أن الشيطان يخرج معها، فلذلك نُهِي؛ لئلا يكون السجود تشبهًا بالذين يسجدون للشيطان؛ لأن هناك من يعبدون الشيطان.

انظروا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سد الباب من جهة المكان؛ فلا يصلَّى عند القبر، وسد الباب من جهة الزمان؛ فلا يصلَّى عند غروبها؛ خشية أن يتشبه بعبَّاد الشمس.

ويظن أنه الكوكب الذي يسجد له، أو الشمس وهو شيطان.

الشيطان قد ينفع الإنسان في بعض مقاصده، لكن المضرة أكثر، وهي: ضياع الدين، والشرك بالله عز وجل، فإذا كان الشيء فيه مصلحة قليلة، وفيه مفاسد كثيرة، فإنه يحرم، ولا ينظر إلى ما فيه من المصلحة القليلة.


الشرح