على غيره من الأديان منتصر عليها، ليس فيه خفاء
أو أسرار، إنما هو ظاهر للعيان، فالذين يتنحون، ويعتزلون المسلمين، يعتزلون مجالس
العلماء في المساجد أو في دور العلم، وينزوون إلى المغارات والكهوف والاستراحات،
وما أشبه ذلك، هؤلاء عندهم شيء مكتوم، لا يحبون أن يظهر أحد عليه، وهذا ليس من
الإسلام، ولهذا قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «إذا رأيت قومًا يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس
ضلالة» يتناجون في شيء من أمور الدين، أمور الدين واضحة، ما فيها خفاء، إنما
تكون السرية في الأمور غير الصحيحة، التي يتكتم عليها، أما الإسلام - ولله الحمد -،
فهو علانية، وظاهر على رؤوس الأشهاد، ينادى به على رؤوس الأشهاد في المآذن، على
رؤوس المآذن، وينادى به في الدروس العلمية عند العلماء، ينادى به في دور العلم
المعروفة، ليس فيه شيء سري، لا يعطى إلاَّ لأناس خاصين؛ كما عند الفرق الضالة، كما
عند الدروز وغيرهم في الخلوات، والأسرار التي يخفونها حتى عن أولادهم وتلاميذهم،
فدين الإسلام علانية، ظاهر واضح، فإذا رأيت من يتنحَّون عن مجالس العلم، وعن حضور
المساجد، حتى الجمع والجماعات لا يصلون مع المسلمين - مَن يتبنى هذا الفكر ينعزل
عن المسلمين، ولا يصلي لا جمع ولا جماعات -، فهذا واضح أنه مكر من الشيطان، أو
تكون لهم سراديب وخلوات يختفون فيها، هذا ليس دين الإسلام، دين الإسلام للجميع،
ويعلن للجميع، ولهذا لما اعتزل واصل بن عطاء الغزال وأتباعه عن مجلس الحسن البصري،