ماذا
نتج عن هذا؟ نتج عن هذا مذهب المعتزلة الضال المنحرف، الذي لا يزال المسلمون
يعانون منه، فدين الإسلام دين الجماعة، ودين المحبة في القلوب، دين التعاون على
البر والتقوى، فمن صفات المنحرفين أنهم يختفون، ويبيتون أشياء للمسلمين، ولو كانوا
صرحاء، لبرزوا مع الناس، فهم ﴿يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا
يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ﴾
[البقرة: 9]، فدين الصوفية هو من هذا النوع، فلهم خلوات، ولهم أمكنة يختفون فيها،
ويلقن بعضهم بعضًا دين التصوف، ومنهم من يعتزل أربعين يوما، ثم يخرج على الناس،
وقد انفتح عليه باب معرفة وباب فهم، وهذا كله من الشيطان، فالشياطين تحضر الأمكنة
الخالية، فالشياطين لا تحضر في المساجد، ولا تحضر دروس العلم، إنما تحضر في
المغارات والكهوف والأشياء الخفية؛ حتى يلقنوا هؤلاء المغرورين هذه الأسرار
الخبيثة، فإذا رأيت قومًا ينعزلون، ويخرجون من البلد، ويجتمعون في مكان فاعلم أن
عندهم أمورًا باطنة خبيثة، لو كان عندهم خير، ما أخفوه، كانوا أعلنوه في المساجد
وفي الدروس، فكونهم ينعزلون فهذا دليل أن عندهم شرا، لا يحبون أن أحدًا يطلع عليه:
﴿يَسۡتَخۡفُونَ
مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ
يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ
مُحِيطًا﴾ [النساء: 108]، فهذا شيء
مسبوقون إليه، يستخفون من الناس، ولا يستخفون من الله، إذا صاروا في غار، أو في
كهف، أو في استراحة، أو في مكان خال، الناس لا يعلمون عنهم، فإن الله يعلم ما هم
عليه، ويعلم ما يبيتون من