مثل: مغارة الدم التي بجبل قاسيون، وجبل لبنان
الذي بساحل الشام، وجبل الفتح بأسوان بمصر، وجبال بالروم وخراسان، وجبال بالجزيرة وغير
ذلك، وجبل اللكام، وجبل الأحيش، وجبل سولان قرب أردبيل، وجبل شهنك عند تبريز، وجبل
ماشكو عند أقشوان، وجبل نهاوند، وغير ذلك من الجبال التي يظن بعض الناس أن بها رجالاً
من الصالحين
****
القول، وسييسر للمسلمين القضاء عليهم؛ كما هو
معروف في التاريخ من القضاء على هذه الفرق الضالة.
يبحثون
عن الكهوف والجبال يختفون فيها؛ من أجل أن يدبروا أمرهم ضد المسلمين، وينفثوا
سمومهم التي في صدورهم، ومنهم شيخهم في هذه المغارات الشيطان، شيخهم الشيطان سوَّل
لهم وأملى لهم، نسأل الله العافية!
وهذه المشكلة أنهم يظنون أن بها رجالاً من الصالحين، من رجال الغيب، الذين يسمونهم: رجال الغيب، وهم شياطين، يمكن أن يتصوروا لهم، ويأتوهم في صورة رجال، ويجلسوا معهم، ثم يلقونهم هذه الأفكار الخبيثة؛ لأن الشيطان إذا انقطع الإنسان عن إخوانه المسلمين، تسلط عليه، ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الجماعة، ونهى عن الانفراد، وقال: «إِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ» ([1])، وإن الشيطان ذئب الإنسان، فالمسلم يكون مع المسلمين: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، ولذلك شرع الله لنا
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (547)، وأحمد رقم (27514).