ويقال: بكل جبل من هذه الجبال الأربعون الأبدال،
وهؤلاء الذين يظن أنهم الأبدال هم جن بهذه الجبال، كما يعرف ذلك بطرق متعددة .
وهذا باب لا يتسع
هذا الموضع لبسطه وذكر ما نعرفه من ذلك، فإنا قد رأينا وسمعنا من ذلك ما يطول وصفه
في هذا المختصر، الذي كتب لمن سأل أن نذكر له من الكلام على أولياء الله تعالى ما
يعرف به جمل ذلك .
****
فأخبر أن للإنس شياطين، وهم أخطر من شياطين
الجن؛ لأن الشيطان الجني إذا ذكرت الله، فَرَّ، أما شيطان الإنس، إذا ذكرت الله
مرة، ذكره مائة مرة، وهو على ما هو عليه من الضلال، ولا يذهب، فهو أخطر على الناس
منه، الضالون من الإنس أشد من شياطين الجن. هل الإنسي يكون في لون الماعز، وفي
صورة الماعز؟ هذا شيطان.
والأبدال
ليسوا هؤلاء، ورد فيهم أثر، الأبدال سموا أبدالا؛ لأنهم يخلف بعضهم بعض، وهم رجال
صالحون، وقليلون في القرون - إن صح فيهم الأثر -، وهم ليسوا هؤلاء الجن، هؤلاء
صالحون، علماء.
وليسوا
الأبدال.
يكفينا ما ذكرت.
اطلاع الشيخ شيء عجيب، وإحاطته بالأخبار
والأشياء، فتح الله عليه فتحًا عظيما، وهذا ببركة العلم والعمل، والعلم النافع
والعمل الصالح، والدعوة إلى الله.
الصفحة 6 / 347