وقال صلى الله عليه وسلم: «لَلَّهُ أَشَدُّ
أَذَنًا - أي استماعًا - إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ
صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ» ([1])،
****
الآن: يمطون القرآن، ويشتدون في الغنة ومخارج
الحروف، حتى يولدوا حروفا زائدة، ويمللوا السامع، ويثقلون على المصلين بهذه
التلاوة المتكلَّفة، القرآن إذا جاء عن اعتدال، أثَّر، وإذا جاء عن تكلف، فإنه لا
يؤثر.
الأَذن يطلق على السماع؛ كما قال عن المنافقين: ﴿وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِينَ
يُؤۡذُونَ ٱلنَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٞۚ﴾
[التوبة: 61]؛ يعني: يستمع للوشاة، يصفون الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يستمع
للوشاة - قبَّحهم الله -، أذن يعني: يسمع.
الله عز وجل يحب من عبده أن يتغنى بالقرآن، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ» ([2])؛ يعني: يحسن صوته. المراد بالتغني: تحسين الصوت، لا أنه يجعله على شكل الأغاني والتمطيط، بل يتغنى يعنى: يحسن صوته بالقرآن؛ لأنه يقرأ كلام الله، لا يقرأ كلام مخلوق، بل يقرأ كلام الله، فيستعد لإلقائه على أحسن ما يستطيع.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (1340)، وأحمد رقم (23947).