وقال في أهل المعرفة: ﴿وَإِذَا
سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ
مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ﴾ [المائدة: 83]
ومدح سبحانه أهل هذا السماع بما يحصل لهم من زيادة الإيمان واقشعرار الجلد
ودمع العين،
****
والقرآن
والزبور كتب منزَّلة: ﴿إِذَا
تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَبُكِيّٗا۩﴾، فيتأثرون بها، ويسجدون لله
عز وجل عند سماعها، وقال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: ﴿قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦٓ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦٓ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ يَخِرُّونَۤ لِلۡأَذۡقَانِۤ
سُجَّدٗاۤ ١٠٧وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولٗا
١٠٨ وَيَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ يَبۡكُونَ وَيَزِيدُهُمۡ خُشُوعٗا۩ ١٠٩﴾
[الإسراء: 107- 109]، أهل الكتاب إذا سمعوا القرآن، سجدوا، المراد بأهل الكتاب:
المؤمنون منهم، المؤمنون من أهل الكتاب: كالنجاشي وغيره.
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ
لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ
قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ ٨٢وَإِذَا سَمِعُواْ
مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ
مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا
مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ
وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّٰلِحِينَ ٨٤﴾ [المائدة: 82- 84].
﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا
مُّتَشَٰبِهٗا﴾ [الزمر: 23]، القرآن يطلق
عليه أنه كله متشابه؛ يعني: يشبه بعضه بعضًا في الحسن، ويطلق عليه كله أنه محكم: ﴿كِتَٰبٌ
أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ﴾
[هود: 1]؛ يعني: أتقنت، بمعنى الإتقان، ويطلق عليه أن بعضه محكم، وبعضه متشابه: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ
أَنزَلَ