×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

الإنس؛ ليضلوا الناس بها، ويغروا من تجري على يده أنه ولي الله، وهو ليس كذلك.

تقدم لنا أن الفارق بين هذه وهذه: أن من جرى على يده خارق إن كان مستقيمًا على طاعة الله مؤمنًا بالله، فهي كرامة، وهي من الله عز وجل، وأما إن كان الذي جرت على يده فاجرًا فاسقًا مضيعًا لحدود الله مرتكبًا لمحارم الله، فهذه ليست كرامة، وإنما هي خارق شيطاني، لا يغتر به. وهذا شيء واضح لناس؛ يُعرف حالُهم في الصلاح والفسق، يُعرف ذلك.

فهذا هو الفرق بين الكرامة وبين غيرها، ثم إن الكرامة التي تجري على يد رجل صالح، هذا الرجل الذي تجري عليه لا يفرح بها، ولا يفتخر بها، بل إنها تزيده تواضعًا وخوفًا من الله سبحانه وتعالى، ولا يترفع بها، بل يخاف من الله أن تكون استدراجًا له، ويخجل ويستغفر لئلا تكون استدراجًا له، فهو يستغفر الله عز وجل، ويتوب، ولا تغره هذه الكرامة، هذه حال المتقين الصالحين مع ما يجري على أيديهم، ولا يظهرونه للناس، بل يكتمونه مهما أمكنهم ذلك.

وقوله: «ولما كانت الخوارق كثيرًا ما تنقص بها درجة الرجل، كان كثير من الصالحين يتوب من مثل ذلك ويستغفر الله تعالى»؛ لأنه يشعر بأنها نقص في إيمانه، وأنها لا تكون من باب الاستدراج، ولا يزكي نفسه، ولا يفتخر بهذه الكرامة، هذه حالهم، ثم أيضًا هناك من الصالحين الأتقياء من لم تجرِ على يديه كرامة، ليس من لازم الولي أن


الشرح