×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

فالقرآن هو ذكر الرحمن  قال الله تعالى: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦ [طه: 124- 126]، يعني: تركت العمل بها. قال ابن عباس رضي الله عنهم: تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَن قَرَأَ كِتَابَهُ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أَنْ لاَ يَضِلَّ فِي الدُّنْيَا وَلاَ يَشْقَى فِي الآْخِرَةِ؛ ثم قرأ هذه الآية ([1]) .

****

 يقول للشيطان: ﴿قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ [الزخرف: 38]، يندم عندما يجد الجزاء، يندم على ما سبق.

ذكر الرحمن ما هو؟ القرآن، ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي، الذي هو القرآن، فالقرآن ذكر، هو الذكر الحكيم.

هذا - والله أعلم -: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا هذا عذاب القبر؛ لأنه قد يكون في الدنيا منعمًا، ليس في ضنك، لكن هذا في القبر - والله أعلم -؛ أنه يكون في عذاب في القبر. فجزاؤه من جنس العمل، لما نسي القرآن، فإن الله نسيه؛ يعني: تركه، ما معنى نسيه؟ يعني: ذهب عنه، النسيان يطلق على الترك، ﴿نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ [الحشر: 19]؛ أي: تركهم في العذاب؛ لأن النسيان له معانٍ، منها الترك، ﴿وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا [الجاثية: 34]؛ أي: نترككم في العذاب.

***


الشرح

([1])  أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (34781)، والحاكم رقم (3438)، والطبراني في الكبير رقم (12437).