×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وهو يبغض سماع القرآن وينفر عنه ويتكلفه، ليس له فيه محبة ولا ذوق ولا لذة عند وجده، ويحب سماع المكاء والتصدية، ويجد عنده مواجيد .

فهذه أحوال شيطانية، وهو ممن يتناوله قوله تعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ [الزخرف: 36].

****

والأبرار، يناجون ربهم، ويتلذذون، ولذلك يقوم، ويطيل القيام، لا يتعب؛ لأنه يتلذذ بهذا، ويناجي ربه عز وجل، بينما لو يقوم قيامًا يسيرًا في غير هذا، تعب، لو تقف قليلاً تنتظر واحدًا، تتعب، لكن لو يوفِّقك الله لقيام الليل، وتقوم قيامًا طويلاً، ما تتعب؛ تتلذذ بهذا.

هذا من العلامات؛ أنه يبغض سماع القرآن، ويحب سماع الشيطان - الأغاني والمزامير -، ولذلك تجده دائمًا يفتح المذياع على المزامير والأغاني، حتى وهو يمشي في الطريق، ويغلق القرآن، إذا جاء القرآن، يغلقه؛ لأنه لا يتلذذ به، ولا يحبه؛ فهو يغلقه، ويثقل عليه؛ لأنه ما يجتمع الغناء والقرآن؛ كما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:

حب الكتاب وحب ألحان الغنا **** في قلب عند ليس يجتمعان

أي: لا يجتمع حب القرآن وحب الأغاني، يطرد أحدهما الآخر.

المواجيد والوجد هذا من اصطلاحات الصوفية.

من ترك القرآن، ابتلي بالأغاني والألحان يبتلى بسماع الأغاني والألحان، ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ ٣٨ [الزخرف: 36- 38] يعني: جاء يوم القيامة


الشرح